احيانا الطموح والرغبة في النجاح والاندفاع للحياة وتحقيق الذات لها تكلفة يقابلها آلم سواء على المستوى الشخصي أو الاجتماعي. حقيقة الموازنة بين الحياة الشخصية والمهنية تجسد اكبر معنى للمثالية الزائفة وهوس الكمال.
قد يكون من الصعب جدا انك توازن بين هالاثنين خاصة في زمن زي اليوم تكثر فيه المدخلات والكثافة المعلوماتية بكل اشكالها العلمية والاجتماعية.
التركيز على التوازن في بداية حياتك العملية ممكن يحبطك ويأخذ الكثير من طاقتك ويعقد عليك الصعود لقمة السلم في مسيرتك المهنية، لأن الحياة والعمل مجالين غير متنافسة أو منفصلة.
انك تسعى للوصول للرؤية الكاملة من كل شي، وتعطي فوق طاقتك وتضغط على نفسك عشان الصورة تكتمل بعيونك وترضا عليها غير صحي ابدا سواء على المدى القريب أو البعيد، لان النتيجة امور كثير راح تتأثر صحتك علاقاتك أدوارك المختلفة في الحياة بالاضافة لمهنتك.
الواقع دايما مختلف تحقيق قيمة الموازنة بين الحياة والعمل الي تروج لها كثير شركات، غير حقيقية، لان بكل بساطة شكل حياتك كل يوم مثل الميزان يوم الحياة الشخصية تأخذ اغلب طاقتك ووقتك، ويوم ثاني يحصل العكس. وانت بين هالكفتين تحاول تعطي بالقدر اللازم، لكن بالأخير تكتشف انك فضلت جانب على جانب لأي ظرف كان. وهذا عكس مفهوم الموازنة تماما! و الي يعبر عن عطاء متساوي لمتطلبات الحياة الشخصية والمهنية.
لازم تقتنع ان التقصير في يوم من الأيام طبيعي خلال مرورك بمراحل الحياة المتفاوتة، حتى أولوياتك راح تتغير وهذا جزء من عجلة الحياة. في كل محطة تركيزك بيتحول، وبتظهر أمور مختلفة تطلب منك اهتمام وطاقة وبيكون اكيد على أساس أولويات ثانيه في حياتك.
تقبل فكرة انه مافيه توازن مثالي بين العمل والحياة خاصة في بداية حياتك العملية وخلي شعارك في بداية مرحلة العشرين والثلاثين هو: اهلا بالتحديات والتجارب والمنعطفات الي تصقل مهاراتك و تنقلك لعالم جديد تكتشف فيه نفسك وقدراتك.
اخيرا.. يقول الله تعالى(لقد خلقنا الإنسان في كبد)
التعب والمشقة في الحياة من المسلمات، لا تحارب المستحيل لتحقيق غايات غير منطقية. تم تشويه حقيقة مفهوم التوازن في الفترة الاخيرة، لذلك تذكر ان وجودك في هالدنيا مؤقت ورحلة عابرة حاول تستمتع قد ما تقدر، وتذكر الوصول للمرحلة المثالية راح تجذب لك حياة غير صحية ومستدامة، كل يوم هو يوم جديد و فرصة تتقبل فيها الهزائم وتستعد لاستقبال الانتصارات.
