في كل مرة نتخذ فيها قرار جديد بدء بالمذاكرة، أو الالتزام بخطة رياضة، او التقدّم لوظيفة نظن أن قوة الإرادة وحدها كافية لتغيير حياتنا. لكننا غالبا ما نصطدم بالواقع: الحماس لا يدوم، والإرهاق يتسلل، والمشتتات أقوى مما نظن.
هذا التذبذب يطرح سؤال جوهري:
هل نحتاج حقا إلى إرادة أقوى؟ أم أن الحل يكمن في فهم أعمق لقدرتنا على ضبط أنفسنا؟
في هذا المقال، نكشف الفرق الجوهري بين الإرادة وضبط النفس مع أمثلة واقعية تساعدك في إعادة النظر لطريقة تعاملك مع أهدافك، خصوصا كطالب على وشك بدء مرحلة جديدة، أو باحث عن فرصة مهنية تصنع لك مستقبل مختلف.
الإرادة: هي لحظة الحماسة الأولى. لحظة تقول فيها:
لكن الإرادة، بطبيعتها، مؤقتة. تعتمد على مشاعر الحماسة، على لحظات الإلهام. ولذلك فهي تحتاج دائمًا إلى دعم عملي يحافظ عليها.
ضبط النفس هو الذي يقول:
ضبط النفس لا يظهر في لحظات البداية، بل في منتصف الطريق، حين تبهت الحماسة وتتكشف التحديات.
من الأهم إذن؟ ضبط النفس أهم على المدى الطويل.
لذلك، كثير من الناس ليسوا بالضرورة “أكثر طموحًا”، لكنهم أكثر التزامًا، وبهذا يتفوقون.
مثال من الواقع طالبان في آخر سنة جامعية:
غالبا من سيتفوّق؟ الثاني، لأنه يمتلك ضبط النفس، لا فقط الحماسة.
اخيرا، قد نميل إلى تضخيم “الإرادة” ونراها القوة الخارقة التي تحرك الناجحين، لكن الحقيقة أبسط وأعمق:
الناجحون لا يعتمدون على الإرادة فقط، بل يُتقنون فن ضبط النفس، فيهيئون بيئة تحفزهم، ويتخذون قرارات صغيرة تستمر، بدلا من الاعتماد على دفعة حماس عابرة.
سواء كنت طالب تبدأ رحلة أكاديمية جديدة أو باحث عن عمل تبني مستقبلك، فالسؤال ليس “كيف أزيد إرادتي؟”، بل:
كيف أضبط نفسي؟ كيف أُسهّل الطريق بدل ما أقاومه؟
ابدأ اليوم بإعادة هندسة عاداتك، بيئتك، وجدولك، وستكتشف أن التقدّم لا يحتاج معركة يومية مع نفسك… بل يحتاج وعي واستراتيجية.