تشهد المملكة العربية السعودية تحول كبير نحو اقتصاد متنوع ومستدام في إطار رؤية 2030، التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط وتنويع الاقتصاد. وقد أدى ذلك إلى فتح مجالات وظيفية جديدة في قطاعات التكنولوجيا والصحة والبيئة . فيما يلي ثلاثة تخصصات من هذه المجالات الواعدة، مع شرح مبسط لكل منها ولماذا هي مهمة في السعودية، وأمثلة على فرص العمل والمبادرات الحكومية ذات الصلة.
في التقنية: الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات
يهتم هذا التخصص بتطوير الأنظمة والبرامج التي تحاكي الذكاء البشري (مثل التعرف على الصوت والصورة واتخاذ القرار)، إضافة إلى تحليل كميات ضخمة من البيانات لاستخراج أنماط مفيدة لاتخاذ القرارات. ويُعَدُّ الذكاء الاصطناعي من أهم القطاعات الواعدة عالميًا؛ فمع توجه السعودية نحو التحول الرقمي ستصبح وظائف الذكاء الاصطناعي مثل تطوير البرمجيات وتطبيقاتها في مختلف القطاعات من الوظائف الأساسية . إن اكتساب مهارات في برمجة الحاسوب، وتحليل البيانات، والحوسبة السحابية سيتيح للشباب فرصًا واسعة في السوق السعودي المستقبلي.
في الصحة: الصحة الإلكترونية وتقنية المعلومات الصحية
يغطي هذا التخصص استخدام التقنيات الرقمية في قطاع الرعاية الصحية، مثل السجلات الصحية الإلكترونية، والتطبيب عن بُعد، وتحليل البيانات الصحية لتطوير علاج أفضل. تسعى السعودية لتحسين كفاءة وجودة الرعاية الصحية، ومن أبرز التوجهات دعم الصحة الرقمية. ففي إطار رؤية 2030 و«برنامج التحول الوطني» تعمل الحكومة على تعزيز الخدمات الصحية الرقمية لتمكين مواطنيها من الوصول إلى الرعاية بسهولة وجودة أعلى . وتؤكد مبادرة الصحة الإلكترونية التابعة لوزارة الصحة أن الهدف هو تحسين فعالية وكفاءة القطاع الصحي باستخدام تقنية المعلومات .
في البيئة: الطاقة المتجددة والهندسة البيئية
يركز هذا التخصص على إنتاج الطاقة النظيفة وحماية البيئة، من خلال مشاريع الطاقة الشمسية والرياح والكهرباء النظيفة، وكذلك تقنيات إعادة استخدام المياه ومعالجة النفايات. لدى السعودية موارد طبيعية هائلة من الشمس والرياح، وقد أطلقت مشاريع عملاقة في هذا المجال. على سبيل المثال، مشروع نيوم يتضمن خطة لتوليد طاقة خضراء باستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على نطاق واسع . وبناءً على ذلك تعتبر الهندسة البيئية والطاقة المتجددة من أكثر التخصصات طلبًا، لأنها تساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية والتوجه نحو اقتصاد مستدام.
الخلاصة: تعد التخصصات في مجالات الذكاء الاصطناعي والصحة الرقمية والطاقة المتجددة من أهم الخيارات المستقبلية لطلاب الثانوية في السعودية. فهي تواكب خطط الدولة التنموية وتفتح فرص عمل مستقبلية متنوعة. من خلال التركيز على هذه التخصصات، يمكن للشباب المشاركة في بناء اقتصاد مستدام ومزدهر يخدم المجتمع السعودي ويحقق أهداف رؤية 2030.